“واشنطن بوست” تنشر آخر كلمات خاشقجي.. ماذا قال عن النظام السعودي؟
يمنات – صنعاء
بثت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم السبت، تسجيلاً صوتياً للصحفي السعودي جمال خاشقجي خلال جلسة مناقشة داخل الصحيفة، قبل أيام قليلة من مغادرته واشنطن إلى إسطنبول، حيث قُتل داخل القنصلية السعودية هناك.
وقال خاشقجي بحسب التسجيل الصوتي الذي ترجمه “الخليج أونلاين”، إن السعودية ليست بلداً ديمقراطياً، ووجَّه انتقادات إلى الخطط الإصلاحية التي يتغنى بها ولي العهد محمد بن سلمان.
كما بيَّن أن “المملكة العربية السعودية بلد يبلغ عدد سكانه 20 مليون نسمة، وثلثا هذا العدد شباب، أعمارهم أقل من 30 سنة”، مضيفاً: “محمد بن سلمان استعجل في وضع جميع القضايا، وضمنها الاقتصاد والدين بالمملكة، ضمن أولوياته للتغيير السريع”.
وتابع قائلاً: “نحن نعرف أن السعودية كدولة إسلامية، تأسست وفق تفسير الشريعة الإسلامية بقوة السيف والموجود على عَلمها الرسمي، وهي ليست بلد علماء، لكنها دائماً تُقنن ما تريد تحت غطاء الشريعة. وهي آخر بلد على الأرض يقود الناس بنظام تطبيق الشريعة، فنحن نستخدم هذا النظام بتبجُّح وصلافة”.
واستطرد بالقول: إن “الملك فهد (1982-2005)، أسس نموذجاً منقطع النظير، يجمع بين العلمانية والدين في الوقت نفسه، وهذا ما لم يفعله غيره من الملوك لاحقاً، وربما جاء محمد بن سلمان ليرتكز على هذا النموذج”.
وزاد: “نحن لا نعرف كيف يطبَّق مثل هذا النظام في بلدنا، لكن يبدو أنه (محمد بن سلمان) أقام إصلاحاته على هذا الأساس، غير أن هناك سؤالاً يُطرح منذ أكثر من 100 عام عن معنى الإسلام ومفهوم الدين عندنا”.
كما أوضح خاشقجي قائلاً: “نحن الآن نشاهد النظام في دبي، حيث إن مستوى التدين متدنٍّ جداً مقابل حرية اجتماعية أكبر، لكن هذا النظام يفتقد الحرية السياسية. وحتى بعض الناس الذين لا يختلفون مع ما أكتبه، يقولون لي: هذا ليس وقتاً مناسباً لقول مثل هذا، وهم لا يعترضون على ما أقوله؛ بل يقولون: نحن بأمسِّ الحاجة إلى الدعم، لكن ليس في هذا الوقت”.
ويتابع حديثه مع زميله في الصحيفة الأمريكية، قائلاً: “نحن بعيدون كل البعد عن الديمقراطية، وعندما نرى الديمقراطية مثلاً في أمريكا وفنلندا والدنمارك نجدها تفرز قادة متواضعين، فتجعل القائد مسؤولاً أمام أصغر شخص في الشارع”.
واستدرك: “أما قادتنا، فلا يوجد عندهم هذا النوع من التواضع، فهم يرون أنفسهم قادة يعرفون كل شيء أكثر من غيرهم، وأن الأشخاص مثلي (جمال خاشقجي) ومثل جايسون (صحفي في واشنطن بوست) يمثلون أكبر إعاقة لمشاريعهم الإصلاحية”.
وبثت الصحيفة الأمريكية هذا الحوار مع خاشقجي، بعدما أقرت السعودية رسمياً، فجر اليوم السبت، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في مدينة إسطنبول، بعد أن أصرت، على مدى 18 يوماً، على أنه خرج من القنصلية حياً.
كما أعلنت الرياض توقيف 18 شخصاً، جميعهم سعوديون، على خلفية الواقعة، لكنها لم تكشف عن مكان جثمان خاشقجي حتى الآن.
وعلى أثر ذلك، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين، بينهم نائب رئيس الاستخبارات العامة اللواء أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبد الله القحطاني.
ومنذ اللحظات الأولى لإقرار الرياض بقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، وزلزال يهز الرأي العام العالمي، ما قلل من مصداقيتها، وسط تساؤلات لم تجب سلطات المملكة عنها، أهمها: أين جثة خاشقجي؟
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.